Selasa, 08 Juni 2010

Syeikhuna Guru Sekumpul

العالم العلامة الشيخ محمد زيني عبد الغني
(27 محرم 1361هـ-5 رجب 1426هـ)

نسبه الشريف
وهو العالم العلامة، العارف بالله، شيخ الطريقة، الجامع بين الشريعة والحقيقة محمد زيني بن عبد الغني بن عبد المناف البنجري، الملقب بـ"زين العابدين"، الثامن من نسل العالم العلامة الشيخ محمد أرشد ناشرِ الإسلام في محافظة بنجر.

نشأته
ولد بقرية "كراتون" بمرتافورا كليمنتان الجنوبية من أبويه الصالحين الكريمين "الحج عبد الغني، والحجة مسلية"، ونشأ في بلدة طيبة وبيئة علمية، وتربى عليهما وعلى جدته "الحجة سلبية" في توحيد الله وتهذيب النفوس، كان يدعى بـ"قشيري"، وهو اسمه سابقاً، وقد ظهرت ملامح شرفه عند الله منذ طفولته، وبرعايتهم التزم الآداب والأخلاق ورحم الصغار واحترم الكبار، وقرأ عند قراء بلاده، وكان من دأبه حمله شيئاً من الهدايا لشيوخه مع ما عليه من شدة الحاجة وضيق المعيشة، فربما يتغدى مع ثلاثة من أهل بيته في صحن واحد صغير.

نبوغه وتفوقه
إضافة إلى تلقيه عن كبار علماء البلاد ألحقه والده بمدرسة "دار السلام" وهو في سن السابع ونال بجهوده الشخصية التفوق على أقرانه، فحفظ القرآن الكريم وتفسيره المسمى بـ"الجلالين" وكثيراً من المتون الشهيرة.

مباشرته بالتدريس
بدأ بالتدريس في وقت مبكر في الحادي والعشرين من عمره في بيته الصغير المبارك لقرابته وأصحابه، ثم أذن خاله العالم الفاضل العارف بالله الشيخ "محمد سمان موليا" بإقامة الحلقة فحضر حيناً بعد حين وسنة بعد سنة جم غفير ما لا عين رأت ولا أذن سمعتْ من العلماء والأمراء، صغارهم وكبارهم سناً منه، وألحق الأحفاد بالأجداد، وعم نفعه لمحيط محافظته وغيرها من سائر جزيرة إندونيسيا، وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على فضله من سماع الناس بأذن واعية، وتمسكهم بِعَضِّ النواجذ.

مشايخه ومشاركته العلمية
تخرج من المعهد "دار السلام" في عام ألف وتسعمائة وواحد وستين على أيدي كبار علمائه، وأبرزهم: الشيخ المحدث محمد أننج شعراني عارف، والشيخ حسين قدري، والشيخ سالم معروف، والشيخ سمان موليا، والشيخ الفلكي سلمان جليل، وأخذ مناهج الأخلاق والأسرار الربانية عن الشيخ شرواني عبدان، والشيخ السيد محمد أمين كتبي، وهو الفرد المجاز بطريقة السمانية، وتخرج من عنده نخبة من علماء بلاده.
ورحل هو إلى خارج البلاد ورحلوا إلى بلاده وأخذ عنهم كما أخذوا عنه، فالتقى بالعالم العلامة الشيخ محمد ياسين الفاداني، والعالم العلامة الشيخ حسن المشاط، والعالم العلامة الشيخ إسماعيل اليماني، والعالم العلامة عبد القادر البار، والعالم العلامة الحبيب سالم عبد الله الشاطري مدير رباط تريم، وغيرهم من العلماء مما لا أحفظ أسماءهم.
وأشهرَ سمط الدرر للحبيب علي الحبشي وكثبراً ما حكى عن فحول وصيت حضرموت، كما ساهَمَ في ذخائر التأليف كجمعه لـ"الرسالة المباركة"، و"مناقب الشيخ السيد محمد بن عبد الكريم السمان المدني"، و"الرسالة النورنية في شرح التوسل السمانية"، و"نبذة في مناقب الإمام المشهور بالأستاذ الأعظم الفقيه المقدم محمد بن علي باعلوي".

آواخر عمره
آثار بالتدريس رغم ما تواردت عليه أعراض الشيوخة والأمراض من حين شبابه حاملاً لأمانة العلم إلى أن تغلب عليه تلك الأمراض، وصارت العملية في جسده ودمه واجبة، وبقي مهتماً فجلس في غرفته للتدريس والناس يسمعون خارج البيت، وفي النصف الثاني من جمادي الأخرى وغرة رجب تعذر التدريس حتى وفته المنية صبح يوم الأربعاء الخامس من رجب عام 1426هـ، ولحقه خلق كثير لا يعد، وذرفته العيون بالدموع، وعزته أصحاب الولايات بكل وسائل الاتصالات، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ونائبه، وغيرهم من علماء خارج البلاد، اللهم انفعنا ببركته، واهدنا الحسنى بحرمته، وأمِتْنا في طريقته، وعافنا به من الفتن، وارحمه رحمة الأبرار يا رحمن، وأسكنه في أعلى الجنان. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.


حرر بتاريخ 25 جمادي الأخير 1431هـ الموافق 08/06/2010م
الكاتب: محمد زكي أحمد رافعي